فانجيليس
Vangelis lyre
شكرا لكم لمتابعة هذه الصفحة
ويمكنكم الاستمرار في قراءة السيرة الذاتية الملحن فانجيليس على الوصلة التالية:
nemostudios.co.uk جميع حقوق النشر محفوظة © 2003-2022 م
Vangelis 1983

فانجيليس

لعب المؤلف الموسيقي الشهير عالمياً فانجيليس Vangelis دوراً مؤثراً في تطوير أصناف موسيقية عدة، كما ساهم في إنتشار الموسيقى الإلكترونية على نطاق واسع. فهو كان رائداً، منذ أوائل سبعينات القرن الماضي، في إستخدام الأجهزة الإلكترونية والآلات الموسيقية للتعبير عن أفكاره الموسيقية. وأنتج فانجيليس مختارات موسيقية تضمنت بذور رحلة قادته الى دروب سحرية لم يبلغها سواه، فإنتزعت له أعماله الرائدة إعترافاً عالمياً كمعلّم الموسيقى الإلكترونية.

ولبعث الحياة في إبتكاراته الموسيقية وتجسيد أفكاره المبدعة، سلك فانجيليس دوماً أقصر السبل بين لحظات الإلهام والتنفيذ. فتلك ضمانة إحتفاظ موسيقاه بنضارتها وصفائها من مؤثرات التفكير العقلاني أو التحليل المنطقي. وهو ما يفسّر إبتكار فانجيليس موسيقاه على آلات موسيقية كانت دوماً قريبة منه، لتمكينه من التأليف فوراً وبطريقة عفوية، من دون تصميم مسبق لأي لحن أو ترقب لأي نتيجة.

هكذا نجح الإبداع الموسيقي مع كل إصدار جديد من ستوديو فانجيليس في فتن الجمهور . فوراء مواهبه كمؤلف موسيقي إستثنائي لمسة فطرية تنفخ الروح في مبتكراته الموسيقية الإلكترونية، وحسٌ سمفوني حطم محرمات مقولةٍ لطالما إدعت بعجز الموسيقى الإلكترونية عن غمر المشاعر والأحساسيس كلياً، بسبب برودة ميكانيكية مزعومة.

ثم هناك سجل فانجيليس الحافل في حقل الموسيقى السينمائية، مع أفلام "عربات النار"، و"مفقود"، و"بليد رانر"، و"الباونتي"، و"١٤٩٢: فتح الجنة"، و"الإسكندر"، وكلها إبداعات تشهد لبعد رؤياه ومدى تأثيره على الموسيقى السينمائية اليوم. مع ذلك، ظلت علاقة فانجيليس بعالم الموسيقى السينمائية محدودة جداً بحكم إعتبار نفسه دوماً في خدمة الموسيقى أولاً وأخيراً. فإن ألف فانجيليس الألحان بشكل يومي فذلك لا يعود الى أي بحث عن إمتهان التلحين السينمائي في حد ذاته، بل لأنه يعتبر نفسه في خدمة الموسيقى، لا أكثر ولا أقل.

ومن إسهامات فانجيليس الأخرى في الإنتاجات الموسيقية تذكر أعماله في التلحين للباليه والمسرح والحفلات المخصصة للجمهور الواسع، إضافة الى الأعمال العائد ريعها الى القضايا الإنسانية. أما البعد العالمي لموسيقاه فهو ينبع من موهبته في تأليف لوحات موسيقية لبلدان أو مناظر مختلفة. فالموسيقى تبقى في رأي فانجيليس أرقى من الحدود واللغات كافة، بل هو رأى فيها دوماً قدرة ذاتية مدهشة إما على الإرتقاء بالجنس البشري وإلهامه وبلسَمَة جراحه، أو على تدميره إذا ما أسيء إستخدامها. لذلك تلازم رسوخ قناعته تلك مع حس كبير بالمسؤولية، حتى شكل تزايد النجاح والإعجاب العالميين بموسيقاه، مدعاة شعور بتنامي المسؤولية بالمقدار عينه.

كثيرة هي الجوائز التي إنتزعها فانجيليس بفضل أعماله الموسيقية. فقد جاء الإعتراف بقيمتها من مؤسسات فنية وعلمية، كما كرّمته أمم وحكومات من أنحاء العالم كافة. ولعل أكثر ما يُفرح فانجيليس هو كلما أدرك بأن الجمهور يستمع الى موسيقاه حباً بها فعلاً، وليس لأنها مجرد صرعة موسيقية أو ثمرة حملات ترويج تجارية. وعلى الرغم من حرصه على تحييد حياته الشخصية عن الأضواء وعن العروض الضخمة أمام جماهير واسعة، فإن الإقبال العالمي على موسيقاه المميزة يأتي من ملايين البشر المنتمين الى أذواق موسيقية مختلفة وحضارات متنوعة.

ومن ميزات تأليف فانجيليس لأي قطعة موسيقية جديدة، سعيه أولاً الى تلقف النغم مجرداً من أي تأثير عقلاني أو أي خلل محتمل، أو حسب قول المؤلف الكبير نفسه: "التفكير هو أداة تحليل، ولذلك فهو لا يصلح ليكون أداة إبداع".

English